سورة النجم - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النجم)


        


قوله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} نزلت في الوليد بن المغيرة، كان قد اتبع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه فعيره بعض المشركين وقال له: أتركت دين الأشياخ وضللتهم؟ قال: إني خشيت عذاب الله، فضمن الذي عاتبه إن هو وافقه أعطاه كذا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله، فرجع الوليد إلى الشرك وأعطى الذي عيره بعض ذلك المال الذي ضمن ومنعه تمامه، فأنزل الله عز وجل: {أفرأيت الذي تولى} أدبر عن الإيمان.


{وَأَعْطَى} صاحبه {قَلِيلا وَأَكْدَى} بخل بالباقي.
وقال مقاتل: {أعطى} يعني الوليد {قليلا} من الخير بلسانه، ثم {أكدى}: يعني قطعه وأمسك ولم يقم على العطية.
وقال السدي: نزلت في العاص بن وائل السهمي، وذلك أنه كان ربما يوافق النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور.
وقال محمد بن كعب القرظي نزلت في أبي جهل وذلك أنه قال: والله ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق، فذلك قوله: {وأعطى قليلا وأكدى} أي لم يؤمن به، ومعنى {أكدى}: يعني قطع، وأصله من الكدية، وهي حجر يظهر في البئر يمنع من الحفر، تقول العرب: أكدى الحافر وأجبل، إذا بلغ في الحفر الكدية والجبل.
{أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} ما غاب عنه ويعلم أن صاحبه يتحمل عنه عذابه.
{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} لم يخبر {بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى} يعني: أسفار التوراة.
{وَإِبْرَاهِيم} في صحف إبراهيم عليه السلام {الَّذِي وَفَّى} تمم وأكمل ما أمر به.
قال الحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة: عمل بما أمر به وبلغ رسالات ربه إلى خلقه.
قال مجاهد: وَفَّى بما فرض عليه.
قال الربيع: وفى رؤياه وقام بذبح ابنه.
وقال عطاء الخراساني: استكمل الطاعة. وقال أبو العالية: وفَّى سهام الإسلام. وهو قوله: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} [البقرة- 124] والتوفية الإتمام. وقال الضحاك: وفَّى ميثاق المناسك.
أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الخيري، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، حدثنا إسحاق بن منصور عن إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إبراهيم الذي وفي صلى أربع ركعات أول النهار».
أخبرنا أبو عثمان الضبي، أخبرنا أبو محمد الجراحي، حدثنا أبو العباس المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا أبو جعفر الشيباني، حدثنا أبو مسهر، حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء وأبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره».


ثم بيَّن ما في صحفهما فقال: {أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي: لا تحمل نفس حاملة حمل أخرى، ومعناه: لا تؤخذ نفس بإثم غيرها. وفي هذا إبطال قول من ضمن للوليد بن المغيرة بأنه يحمل عنه الإثم.
وروى عكرمة عن ابن عباس قال: كانوا قبل إبراهيم عليه السلام يأخذون الرجل بذنب غيره، كان الرجل يقتل بقتل أبيه وابنه وأخيه وامرأته وعبده، حتى كان إبراهيم عليه السلام فنهاهم عن ذلك، وبلغهم عن الله: {ألا تزر وازرة وزر أخرى}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7